تعتبر شركة "إيه إم تي دي ديجيتال" (AMTD Digital) بأي مقياس تقليدي، واحدة من أعلى الأسهم قيمة حول العالم.
يتم تداول شركة الخدمات المالية، ومقرها هونغ كونغ، والتي لا تكاد تحقق أرباحاً، بما يفوق 400 ضعف أرباحها خلال العام المالي الأخير بالمقارنة مع حوالي 6 أضعاف "غولدمان ساكس غروب"، بحسب بيانات جمعتها "بلومبرغ".
وحتى عقب سقوطها بأكثر من 90% من مستوى ذروتها في أوائل أغسطس الجاري، حققت "إيه إم تي دي ديجيتال" مكاسب بنسبة 2221% منذ إدراجها ببورصة نيويورك قبل 5 أسابيع، وهي مكاسب تنافس شركة "غيم ستوب" في ذروة فترة الهوس بأسهم الميم.
وصف أحد المحللين "إيه إم تي دي ديجيتال"، التي يستأنف قائدها ضد قرار حظر النشاط داخل قطاع الأوراق المالية بهونغ كونغ، بأنها "أم عمليات البيع على المكشوف". رهان خطير
رغم ذلك، إذا ما تم سؤال محترفي البيع على المكشوف عن الأسهم، سيقولون على الأرجح إن المراهنة عليها تشكل مخاطرة بصورة لا تصدق. ويجعل التعويم الحر المحدود لـ"إيه إم تي دي" وتراجع حجم تداولاتها، اقتراض الأسهم مسألة باهظة الثمن تماماً للبائعين على المكشوف، في حين أن تقلبها الحاد يمكن أن يقضي على المراكز الهبوطية فوراً.
قال سورين آندل، الذي اشتهرت شركته "بلو أوركا كابيتال" (Blue Orca Capital) بالرهان على شركات مقرها في الصين وهونغ كونغ، في مقابلة: "بوصفك بائعاً محترفاً على المكشوف، فأنت ترغب في تجنب هذا الأمر، إذ أنها متقلبة بصورة هائلة حتى أنها خطيرة فعلاً".
يساعد هذا الإحجام على تفسير السبب وراء أن "إيه إم تي دي ديجيتال" - غير مشهورة حتى وسط الدوائر المالية بهونغ كونغ إلى أن حققت مكاسبها المثيرة للدهشة – ما زالت تقدر بما يفوق 30 مليار دولار - ما يجعلها أكبر من نحو نصف الشركات المدرجة في مؤشر "ستاندر أند بورز".
مع ارتفاع أسهم على غرار "غيم ستوب" وشركة "بد باث أند بيوند" مرة أخرى، تُذكرنا "أيه أم تي دي ديجيتال" بوضوح بأن المكاسب غير المنطقية على ما يبدو تستطيع أن تبقى لمدة أطول كثيراً مما يتوقعه أحد حتى في عهد الاستثمار بأسهم الميم.
يعود ذلك جزئياً إلى أن بيع الأسهم على المكشوف ينطوي على مخاطرة جسيمة، وهو درس تعلمته صناديق التحوط، بما فيها صندوق "ملفين كابيتال مانجمنت" (Melvin Capital Management) من خلال التجربة المؤلمة.
تثير "إيه إم تي دي ديجيتال" الاستغراب عبر كافة أنحاء "وول ستريت" عقب انتعاش ملغز تخطى 3200% في ذروة مستواها. بمرحلة ما، بلغت قيمة الشركة نحو 400 مليار دولار نظرياً، لتفوق أشباه شركتي "غولدمان ساكس غروب" و"جيه بي مورغان تشيس أند كو".
لم تستجب "إيه إم تي دي ديجيتال" لطلبات عديدة للتعليق على الموضوع. أوضحت في بيان صدر بالثاني من أغسطس الجاري بعنوان "رسالة شكر للمستثمرين" أنها تراقب السوق لرصد أي عيوب بالتداول ولا تعلم أي "ظروف مادية أو حوادث أو أمور أخرى" قد تؤثر على سعر السهم.
حار مراقبو السوق، الذين أجرت معهم "بلومبرغ" مقابلات من هذا التحرك. وباتت شركة "تيليمر" (Tellimer) هي شركة الوساطة الأولى والوحيدة التي بدأت في تغطية الشركة، بحسب بيانات جمعتها "بلومبرغ"، وأوصت ببيعها يوم الاثنين في تقرير عنوانه: "إيه إم تي دي ديجيتال أُم البيع على المكشوف".
قال نيرغونان تيروتشيلفام، محلل لدى "تيليمر": "في حين عزز جهد منسق بين مستثمرين أفراد، للضغط على البائعين على المكشوف، مكاسب شركتي "أيه أم سي" و"غيم ستوب" إلا أن "أيه أم تي دي" تبدو بحالة مثيرة للفضول تماماً".
ينخفض معدل الحيازة على المكشوف لـ"إيه إم تي دي" كنسبة مئوية من الأسهم المتداولة عن 0.1%، بحسب بيانات شركة "ماركيت"( Markit) تعد التكلفة الباهظة أحد العوائق الضخمة أمام المضاربين على الصعود لاقتراض الأسهم بهدف بيعها على المكشوف. واستعرضت نشرة الاكتتاب العام لـ"إيه إم تي دي ديجيتال" عائدات عقود مبرمة مع عملاء بلغت 21.5 مليون دولار فقط وأرباحاً 23.9 مليون دولار للشهور الـ10 المنتهية في فبراير الماضي.
اعتباراً من يوم الاثنين، سيصبح على المستثمرين سداد سعر فائدة سنوي 900%، بحسب "آندل" من "بلو أوركا". يضاهي ذلك 1% للشركات ذات القيمة السوقية الضخمة. ويتبقى نحو 10% فقط من أسهم "إيه إم تي دي" للتداول، ما يحد من الأسهم المتاحة للمستثمرين ويجعل الأسهم عرضة للتقلبات الحادة. اختتم "آندل": "توجد أشياء أسهل كثيراً للبيع على المكشوف".