الذكاء الاصطناعي في صناعة النفط والغاز .. آفاق جديدة وإمكانات بلا حدود

يتزايد استغلال تقنيات الذكاء الاصطناعي يومًا بعد يوم ليتجاوز كونه أداة اختيارية للاستخدام في كافة الصناعات، بل أصبح مكوناً أساسياً يفرض وجوده لدعم آفاق التطوير والنمو حتى في قطاعات كان التصور المبدئي أنها بعيدة عن استخدامه في عملياتها اليومية وعلى رأسها قطاع النفط والغاز.

وتشير دراسات إلى أن شركات النفط والغاز باتت تستخدم الذكاء الاصطناعي بكثافة على عدة محاور مما سيساعدها على تطوير اكتشافات جديدة وتعزيز الإنتاج من الأصول القائمة، وتحسين العمليات والسلامة والأمان.

وفقا لتقرير صادر عن "ريسيرش آند ماركتس" المتخصصة في الأبحاث وبيانات السوق فإن حجم سوق الذكاء الاصطناعي العالمي في قطاع النفط والغاز سيصل إلى 7.9 مليار دولار بحلول 2032 من 2.6 مليار دولار في 2022 بنمو 21.1 بالمائة سنويا في الفترة بين 2022 و2032 مدفوعا بالحاجة لخفض تكاليف الإنتاج والصيانة، وارتفاع الطلب على معايير الأمان والسلامة، وزيادة تبني التقنيات المتقدمة في القطاع وارتفاع الاستثمارات والابتكار السريع في تطبيقات الذكاء الاصطناعي.

ووفقا لاستطلاع أجرته "إرنست آند يونج" فإن 92% من شركات النفط والغاز حول العالم إما تستخدم حاليا الذكاء الاصطناعي أو تخطط لذلك في العامين المقبلين. كما يقول 50% من المسؤولين التنفيذيين في شركات النفط والغاز إنهم بدأوا في استخدام الذكاء الاصطناعي للمساعدة في حل التحديات داخل مؤسساتهم.

مثل إعلان شركة شل مؤخرًا عن التعاون مع شركة التحليلات "سبارك كوجنيشن" في استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لزيادة إنتاجها من النفط البحري مفاجأة للقطاع. وقالت الشركتان إن شل ستستخدم تقنيات تقدمها سبارك في عملياتها للتنقيب والإنتاج في المياه العميقة لتعزيز إنتاج النفط البحري.

وستقوم خوارزميات الذكاء الاصطناعي التي تطورها "سبارك" بمعالجة وتحليل كميات كبيرة من البيانات الزلزالية في عملية البحث عن مكامن نفطية جديدة مما سيؤدي إلى تقليل تكاليف التنقيب عن النفط في المياه العميقة وتسريع تلك العمليات.

وقالت الشركتان، إن النهج التقليدي لتصوير وتحليل البيانات في المياه العميقة يعتمد عادة على حجم هائل من البيانات وعمليات حوسبة عالية الأداء وخوارزميات معقدة قائمة على الفيزياء لتحليل وتحديد فرص الاستكشاف مما يعني وقتا أطول وتكلفة أعلى، لكن بدلا من ذلك فإن خوارزميات الذكاء الاصطناعي ستستخدم التعلم العميق لتوفير صور موثوقة لما تحت السطح باستخدام عمليات تصوير زلزالي أقل مما هو ضروري تقليديا مع الحفاظ على جودة الصور تحت السطحية.

وستستخدم البيانات الزلزالية لاكتشاف المزيد من الخام في المياه العميقة بهدف تطوير عملية أكثر كفاءة وإنتاجية.

يوفر هذا تسريعا كبيرا لسير العمل ووفرا في تكاليف عمليات الحوسبة عالية الأداء مما يفتح الباب أمام تطبيقات جديدة ومزيد من الابتكار.

وقال بيان الشركتين إن هذا النهج يجري تطبيقه لمعالجة مشكلات أخرى معقدة، حيث يمكن أن يكون لتقليل البيانات والوقت آثار كبيرة ويشمل ذلك فرص عمليات التنقيب البري عن النفط وتصوير الأقمار الصناعية لأنماط الطقس والأمن القومي وتقييم التهديدات.

و"سبارك كوجنيشن" متخصصة في تطوير حلول الذكاء الاصطناعي التي تسمح للمؤسسات بالتنبؤ بالنتائج المستقبلية وتحسين العمليات ومنع الهجمات الإلكترونية.

وتقول الشركة التي تقدم خدماتها لقطاعات الطاقة والتصنيع والتمويل والفضاء والاتصالات والدفاع والأمن، إن حلولها تساهم في منع التعطل غير المتوقع وتطوير الأداء إلى الحدود القصوى وتحسين الأسعار وضمان سلامة العمال مع تجنب الهجمات الإلكترونية على البنية التحتية الأساسية لتكنولوجيا المعلومات.

مواضيع مرتبطة
التعليقات
or

For faster login or register use your social account.

Connect with Facebook