تشكل عمليات النفط والغاز نحو %15 من انبعاثات غازات الدفيئة المرتبطة بالطاقة عالميًا، وفقًا لتقرير حديث صادر عن الوكالة الدولية للطاقة. ولخفض انبعاثات قطاع النفط والغاز إلى النصف بحلول عام 2030، يتطلب استثمار ما يزيد على 600 مليار دولار. هذه نظرة إلى أبرز الاستثمارات والمبادرات التي تبنتها شركات النفط والغاز في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، في خضم رحلتها نحو مستقبل منخفض الكربون.
اتخذت أرامكو السعودية، أكبر شركة نفط في العالم، خطوات عديدة لتحقيق هدفها الطموح المتمثل في الوصول إلى صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2050. وفي مارس/ آذار 2023، وقّعت شركة النفط السعودية اتفاقية مع شركة (Linde Engineering) لتطوير تقنية جديدة لتكسير الأمونيا، سعيًا لخلق فرص تجارية جديدة داخل سلاسل إمداد الطاقة منخفضة الكربون عالميًا. كما وقّعت خطاب نوايا مع شركة جيلي ومجموعة رينو، لتأسيس شركة جديدة لتقنيات نقل الحركة لتعزيز التقنيات منخفضة الانبعاثات، بما يتماشى مع صندوق الاستدامة التابع لأرامكو البالغة قيمته 1.5 مليار دولار. وتجدر الإشارة إلى أنه تم الإعلان عن الصندوق في أكتوبر/ تشرين الأول 2022، ويُدار من قبل شركة أرامكو فينتشرز، ذراع أرامكو السعودية لرأس المال الجريء.
في يوليو/ تموز 2023، أكملت أرامكو، بالتعاون مع شركة (TotalEnergies) والشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك) عملية تحويل للزيت المشتق من مخلفات البلاستيك، إلى بوليمرات دائرية معتمدة وحاصلة على الشهادة الدولية للاستدامة والكربون (+ISCC) في سابقة هي الأولى من نوعها في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
خصصت أدنوك نحو 15 مليار دولار في يناير/ كانون الثاني 2023، لتطوير حلول منخفضة الكربون عبر سلسلة القيمة لعملياتها المتنوعة على مدى 5 سنوات قادمة. وتشمل الحلول استثمارات في الطاقة النظيفة والهيدروجين، والتقاط الكربون وتخزينه، إلى جانب زيادة الاعتماد على الكهرباء لتشغيل عمليات الشركة. في الشهر ذاته، أعلنت أدنوك عن مشروع أول بئر في العالم لحقن واحتجاز ثاني أكسيد الكربون. وفي يوليو/ تموز 2023، أعلنت الشركة عن تسريع خططها الطموحة للوصول إلى الحياد المناخي بحلول عام 2045 بدلًا من 2050، كما التزمت بخفض انبعاثات غاز الميثان إلى الصفر بحلول عام 2030.
وفي سبتمبر/ أيلول 2023، أعلنت عن استثمارها في تطوير مشروع "حبشان" أحد أكبر مشاريع التقاط الكربون واستخدامه وتخزينه في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حيث تتم معالجة نحو 1.5 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون سنويًا.
تعتزم قطر للطاقة تقليل كثافة الكربون في انبعاثات النطاق 1 و2 من عملياتها بنسبة %35 عبر مرافق الغاز الطبيعي المسال، وبنسبة %25 عبر منشآت التنقيب والإنتاج بحلول عام 2035. فضلًا عن ذلك، تأمل الشركة الوصول بانبعاثات غاز الميثان عبر عمليات النفط والغاز إلى الصفر بحلول عام 2030.
وفي العام الجاري، تعتزم الشركة التي تملكها الدولة منح عقد مشروع التقاط ثاني أكسيد الكربون الخاص بها، والمتوقع اكتماله بحلول عام 2028، بقدرة التقاط نحو 4 ملايين طن من ثاني أكسيد الكربون سنويًا. وبدعم من رؤية قطر الوطنية 2030، أعلنت شركتان تابعتان لشركة قطر للطاقة العام الماضي، بناء مشروع الأمونيا-7 بقيمة تتجاوز مليار دولار، الذي من المتوقع أن ينتج نحو 1.2 مليون طن من الأمونيا الزرقاء سنويًا بحلول عام 2026.
أعلنت مؤسسة البترول الكويتية المملوكة للدولة خارطة طريق للتحول إلى طاقة منخفضة الانبعاثات في يونيو/ حزيران 2023، تماشيًا مع خطتها الاستراتيجية لعام 2040، والالتزامات الدولية للكويت بتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050. وتشمل قائمة الشركات التابعة للمؤسسة شركات نفط وطنية من بينها: شركة نفط الكويت، وشركة البترول الوطنية الكويتية، وشركة ناقلات النفط الكويتية. وفي مارس/ آذار 2023، وقّعت شركة نفط الكويت 3 عقود لمعالجة التربة في جنوب الكويت، للمساهمة في تحقيق التزام برنامج الكويت لتأهيل البيئة بتوقيع جميع عقود التأهيل قبل عام 2024، بهدف معالجة 8.34 مليون متر مكعب من التربة.
في مطلع عام 2023، أعلنت سوناطراك تخصيص مليار دولار من الخطة الاستثمارية للشركة البالغة قيمتها 40 مليار دولار، للفترة من 2023 إلى 2027، لمشاريع تحول الطاقة. كذلك وقّعت الشركة مذكرتي نوايا استراتيجيتين مع شركة (Eni) في يناير/ كانون الثاني 2023، للحد من انبعاثات غازات الدفيئة، وزيادة إمدادات الغاز في الجزائر، والبحث عن تقنيات مناسبة لتنفيذها.
وفي يوليو/ تموز 2023، وقّعت الشركة اتفاقية مع (TotalEnergies) لتطوير مشاريع طاقة متجددة في الجزائر. وتشمل هذه المشاريع تحويل عمليات استكشاف وإنتاج النفط والغاز إلى الطاقة الشمسية، وإجراء دراسات حول إمكانية إنتاج هيدروجين متجدد منخفض الكربون للسوق التصديرية، ومشروع بحث وتطوير حول الطاقات منخفضة الكربون، وتحول الطاقة.
