قد تواجه شركة "لوفتهانزا" الألمانية مزيداً من الاضطراب بعد أن صوّت طياروها لصالح الإضرابات في حال اعتُبِرت ضرورية لفرض صفقة تتعلّق بالأجور، يمكن لتلك الخطوة أن تطلق العنان لموجة أخرى من الإلغاءات للرحلات ما لم يتمكّن مفاوضو شركة الطيران وممثّلو العمال من تسوية خلافاتهم.
صوّت اتحاد الطيارين "في سي" (VC) بأغلبية ساحقة يوم الأحد لصالح الإضراب، مما يعني أن شركة "لوفتهانزا" قد تتعرّض للتوقف الشهر المقبل، حيث ستؤدي الإضرابات إلى إلغاءات إضافية علاوةً على 7,000 رحلة شطبتها الشركة هذا الصيف بسبب نقص الموظفين.
وقال الاتحاد في بيان أرسل عبر البريد الإلكتروني: "هذا الاقتراع الإيجابي قد لا يؤدي بالضرورة إلى إضراب؛ إلا أنه إشارة لا لبس فيها لشركة "لوفتهانزا" لأخذ احتياجات طاقم قمرة القيادة على محمل الجد".
يُشار إلى أنّ إضرابات الطيارين في أكبر شركة طيران في أوروبا ستفاقم الوضع في صيف يتّسم بالفوضى في جميع أنحاء القارة، حيث تكافح المطارات وشركات الطيران لاستيعاب الزيادة في الحجوزات مقارنة بالتباطؤ الناجم عن الجائحة.
وبعد أن تجنّبت في البداية الإضرابات التي ابتُلي بها منافسوها مثل "ريان اير هولدينغز" (Ryanair Holdings)، تواجه إدارة "لوفتهانزا" إجراءات من النقابات العمالية المختلفة. وقد ألغت شركة الطيران الأسبوع الماضي حوالي 1,000 رحلة في مركزيها في فرانكفورت وميونخ بسبب اضراب الموظفين الأرضيين.
تعليقاً على الموضوع، قال مارسيل غرويلز، كبير المفاوضين في اتحاد الطيارين "في سي"، الأحد عبر البريد الإلكتروني: "نحن بحاجة إلى هيكل أجور حديث وعادل وتنافسي دولياً؛ ومن أجل مصلحة ركابنا أيضاً، يجب أن تُظهر "لوفتهانزا" استعداداً جاداً لإيجاد حلول".
أدّى ارتفاع التضخم الألماني إلى دفع العمال في جميع أنحاء الاقتصاد إلى المطالبة بأجور أعلى، مما يُؤدّي إلى تهديد بحصول إضرابات في العديد من القطاعات. حيث يطالب طيارو "لوفتهانزا" بزيادة الأجور للمساعدة في تعويض ارتفاع أسعار المستهلك بما يقرب من رقمين. خفض التكاليف
بعد النجاة من الجائحة التي دفعت شركة الطيران إلى حافة الإفلاس، تواجه "لوفتهانزا" موجة غضب من الموظفين الذين يقولون إنهم تحمّلوا وطأة الخفض الكبير للتكاليف، والذي يقولون إنه يُعرّض علامة "لوفتهانزا" التجارية كشركة طيران متميزة للخطر.
من جانبه تعهّد الرئيس التنفيذي كارستن سبور بزيادة هامش أرباح شركة الطيران إلى 8% كحد أدنى بحلول عام 2024، وهي خطوة قال إنها ضرورية لخفض الديون. حيث تُشير الخلافات مع ممثلي العمال إلى أن سبور قد يواجه صعوبة في الوصول إلى هذه الأهداف، إذ يحاول الموازنة بين الحاجة إلى المزيد من الموظفين والسعي لخفض التكاليف.
ومع ذلك، قالت شركة الطيران هذا الشهر إنها عادت إلى الربحية في الربع الثاني، مستفيدة من ارتفاع الطلب على السفر الذي أجبر القطاع على رفع الأسعار والحدّ من توافر المقاعد.