تعمل شركة الوساطة في الأسهم والمملوكة لأغنى ممول في آسيا على ضم نظيراتها المحاصرة بالتحديات في المدن الصغيرة بالهند تحت ملكيتها، في الوقت الذي تسعى الشركة للاستحواذ على حصة أكبر في القطاع الذي حقق إيرادات قياسية بلغت 3.5 مليار دولار العام الماضي.
قال جايديب هانزراج، الرئيس التنفيذي للشركة، في مقابلة إن "كوتاك سيكيوريتيز" (.Kotak Securities Ltd)، وهي وحدة تابعة لـ "كوتاك ماهيندرا غروب" (Kotak Mahindra Group) المملوكة للملياردير أوداي كوتاك، ضمت أربع شركات سمسرة صغيرة ضمن منصتها وتجري محادثات لضم 20 شركة أخرى.
أدى وصول شركات الوساطة بالتكنولوجيا المالية منخفضة التكلفة إلى إحداث طفرة بالقطاع، إلى جانب إطار تنظيمي سريع التغير. وتضطر العديد من الشركات الصغيرة إلى إغلاق أنشطتها أو الاندماج ضمن شركات أكبر وسط تجارة التجزئة المحمومة التي تقود الإيرادات إلى مستوى قياسي في الهند. بديل للإغلاق
قال هانزراج: "لا تمتلك الكثير من شركات الوساطة بالمدن الصغيرة الموارد المالية والتكنولوجيا وعمليات الامتثال والكفاءة القانونية اللازمة لتلبية المعايير الصارمة التي تحددها الجهات التنظيمية والبورصات".
وتتيح "كوتاك سيكيوريتيز"، شأنها شأن نظيراتها من الشركات الأخرى في هذا القطاع، الفرصة لشركات الوساطة هذه للارتباط بأسماء أكبر وأكثر رسوخاً، مما يوفر بديلاً عن إغلاق أنشطتها.
شركة "زيرودا بروكينغ" (Zerodha Broking Ltd) وغيرها من شركات الوساطة عبر الإنترنت ذات القاعدة الشعبية العريضة لحقت بركب شركات الوساطة التقليدية، مثل "آي سي آي سي آي سيكيوريتيز" (ICICI Securities Ltd) و"كوتاك سيكيوريتيز" في سوق شديدة التنافسية. وبينما تحاول شركات الوساطة عالية الملاءة المالية التكيف والتنافس مع المنصات الذكية المتوافقة مع الأجهزة المحمولة ورسوم الخدمة المنخفضة، تعاني نظيراتها من الشركات الأصغر حجماً من الأزمة.
بعد خروج 30 مليار دولار .. السيولة تعود لأسهم الهند مجدداً
توقّعت شركة "آي سي آر إيه" (ICRA Ltd)، الذراع المحلي لـ "موديز" (Moody’s Investors Service Inc)، نمو إيرادات صناعة الوساطة المالية بنسبة تتراوح بين 5% -7% في السنة المالية المنتهية في مارس 2023. وكانت شركة التقييم قد أفادت في مارس الماضي أن ذلك يمثل انخفاضاً من 28% إلى 33% في النمو السنوي المسجّل في العام السابق، في ظل تشديد الأوضاع المالية وما تشهده الأسواق من تقلبات متزايدة. تشديد هامش الوساطة
وبالإضافة إلى ذلك، أقدم مجلس الأوراق المالية والبورصات في الهند، بصفته الجهة التنظيمية للسوق في البلاد، على تشديد معايير الهامش لشركات الوساطة في السنوات الثلاث الماضية للتخلص من المخاطر التي يتعرض لها مستثمرو التجزئة. الممارسات السابقة مثل استخدام هامش عميل لصالح عميل آخر، أو وضع أموال خاصة للوسطاء، لم يعد مسموحاً باتباعها. وعلاوة على ذلك، تتطلب أحدث التعليمات الصادرة عن الجهات التنظيمية من الوسطاء جمع 50% من الهوامش من العملاء نقداً.
ونتيجة لذلك، فإن أكثر من 130 شركة وساطة مع "بي إس إي" (BSE Ltd) و122 شركة في بورصة الأسهم الوطنية الهندية (National Stock Exchange of India Ltd) أعادت تصاريحها في السنوات المالية الثلاث الماضية، حسبما تظهره أحدث البيانات من البورصة.
صندوق بـ85 مليار دولار يراهن على الأسهم الهندية وسط مخاطر الركود
وتعد شركة "بي سي إس سيكيوريتيز" (PCS Securities Ltd) ذات الثلاثين عاماً من بين شركات الوساطة التي تعيد تصاريحها وتحوّل العملاء إلى "كوتاك".
قال باريش شاه، المدير المتفرغ في "بي سي إس سيكيوريتيز" ومقرها حيدر أباد: "أعتقد أنه سيصبح من الصعب على شركات الوساطة ذات الحجم المتوسط والصغير الاستمرار في أنشطتها. عاجلاً أم آجلاً، ستختار شركات الوساطة الإقليمية والصغيرة الأخرى هذا المسار".
وعندما تختار هذا المسار، ستصبح شركات الوساطة الصغيرة، مع الاحتفاظ بأسمائها التجارية، شركات وساطة فرعية وتفوز بنسبة مئوية من إجمالي الأعمال. ومع ذلك، سيتم تحويل العملاء الذين ينتمون إلى شركات الوساطة الأصغر حجماً إلى منصة الوساطة الأكبر.
