تسعى البنوك المركزية إلى إدارة الاقتصادات من خلال تحديد أسعار الفائدة عند مستويات تُسرّع أو تُبطّئ أشياء مثل مشتريات السيارات ومشروعات البناء.
لكن الهدف المنشود هو الوصول إلى مستوى أقل تأثيراً من ذلك بكثير، عبر تطبيق سعر فائدة لا يؤثر على نمو الاقتصاد بأي صورة، والمعروف باسم "سعر الفائدة المحايد".
حالياً، يُعدّ هذا مؤشراً مهماً لأن معظم واضعي السياسات النقدية يحاولون تطبيق أسعار فائدة عالية بما فيه الكفاية لخفض التضخم، لكن ليست مرتفعة بالدرجة التي تُرسّخ للركود.
ومع تشديد الاحتياطي الفيدرالي الأميركي والبنوك المركزية الأخرى لسياساتهم النقدية أكثر مما فعلوا لعقود، يدور الجدل الرئيسي الآن حول ما إذا كان الوصول لسعر الفائدة المحايد أصبح أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى.
نظرياً يمكن القول إن سعر الفائدة المحايد هو المستوى الذي لا تُحفّز فيه السياسة النقدية النمو الاقتصادي ولا تُثبّطه، حسبما وصفته لايل برينارد، نائبة رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي، في خطاب ألقته خلال 2018، مضيفة: إنه "يحافظ على نمو الإنتاج بالقرب من معدله المحتمل في بيئة تتسم بالتوظيف الكامل والتضخم المستقر". (يُعرف المعيار الذي يستخدمه بنك الاحتياطي الفيدرالي لتوجيه السياسة النقدية بسعر فائدة التمويل الأميركية).