تشهد أسهم البنوك الأميركية موجة صعود غير مسبوقة، دفعت صناديق التحوط إلى التهافت على شرائها بوتيرة هي الأسرع منذ ما يقرب من عقد، في مؤشر واضح على ثقة وول ستريت المتزايدة بأن هذا الارتفاع القياسي لم يبلغ ذروته بعد.
فبحسب بيانات من وحدة الوساطة الرئيسية في "غولدمان ساكس"، سجّلت عمليات الشراء الصافية من قبل المستثمرين السريعين أعلى مستوياتها منذ نحو 10 سنوات الأسبوع الماضي. ويأتي هذا الزخم مدفوعاً بتوقعات متزايدة بخفض أسعار الفائدة، ونتائج اختبارات الضغط السنوية التي اجتازتها جميع البنوك الكبرى بنجاح، ما دفع مؤشر القطاع المالي في S&P 500 إلى تسجيل مستوى قياسي جديد يوم الإثنين، بحسب ما ذكرته "بلومبرغ"، واطلعت عليه "العربية Business".
في "يو بي إس"، تعتبر سلة أسهم البنوك الكبرى من أبرز أدوات التداول المفضلة حالياً. أما في بنك أوف أميركا، فيتوقع المحللون بقيادة إبراهيم بوناوالا مزيداً من المكاسب، واصفين نتائج اختبارات الضغط بأنها "دفعة قوية للقطاع".
ويبدو أن هذا الانتعاش طال انتظاره منذ إعادة انتخاب الرئيس دونالد ترامب في نوفمبر، والتي كانت تبشّر بموجة من تخفيف القيود التنظيمية. ورغم أن حربه التجارية العالمية في أبريل عطّلت المسار مؤقتاً، فإن مؤشر KBW Bank قفز بأكثر من 30% منذ أدنى مستوياته في أبريل، رغم أنه لا يزال دون ذروته في 2022 بنسبة 5.4%.
تغييرات تنظيمية مرتقبة
من بين المحفزات القادمة، هناك توقعات بتعديلات تنظيمية قد تخفف من متطلبات رأس المال والرافعة المالية، ما قد يجعل الإقراض أكثر ربحية.
وقال رئيس استراتيجية أسهم البنوك الأميركية في "RBC Capital Markets"، جيرارد كاسيدي: "إذا تم تخفيف متطلبات رأس المال، فسيكون بإمكان البنوك الإقراض بشكل أكثر جرأة".
ويتوقع كاسيدي أن تبدأ هذه التغييرات في النصف الثاني من 2025، ما سيسمح للبنوك بإعادة هيكلة محافظها الائتمانية بشكل أكثر مرونة بحلول نهاية العام وحتى 2026.
الفائدة.. سلاح ذو حدين
رغم أن أسعار الفائدة المرتفعة عادة ما تكون مفيدة للبنوك، فإن التوقعات بخفضها هذا العام قد تعزز النشاط الاقتصادي، وتنعش أعمال الصفقات البنكية. كما أن البنوك ستستفيد من إعادة تسعير القروض الثابتة التي تم شراؤها خلال فترة الفائدة المنخفضة، ما يزيد من عوائدها بينما تنخفض تكاليف التمويل.
لكن ليس كل شيء يسير في صالح البنوك. فبعد 9 أرباع من النمو المتواصل في الأرباح، من المتوقع أن يشهد القطاع المالي تباطؤاً في موسم النتائج الحالي. ومن المقرر أن تبدأ "جي بي مورغان"، و"سيتي غروب"، و"ويلز فارغو" إعلان نتائجها في 15 يوليو.
مع ذلك، لا تزال شهية المستثمرين مفتوحة. إذ يشير ارتفاع نسبة عقود الشراء إلى البيع على صناديق المؤشرات المالية مثل "XLF" إلى تفاؤل واسع بمزيد من المكاسب.
وقال رئيس قسم الخيارات في "Piper Sandler"، دانيال كيرش: "نرى اهتماماً كبيراً بصعود أسهم البنوك، مدفوعاً بدفعة تنظيمية وانخفاض في تقلبات السوق".