ارتفعت الأسهم الأميركية لليوم الثاني على التوالي، وسط عمليات شراء قوية، وذلك رغم البيانات الضعيفة حول التصنيع في نيويورك والاقتصاد الصيني. وكذلك ارتفعت سندات الخزانة مع ارتفاع الدولار، في حين تراجعت السلع من النفط إلى الحديد الخام.
أغلق مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بالقرب من أعلى مستوياته خلال اليوم، وعكس خسائر تصل إلى 0.5%، مع إغلاق قطاعي الطاقة والمواد فقط في المنطقة الحمراء.
ارتفع كذلك مؤشر ناسداك 100 لأسهم التكنولوجيا، مع مكاسب أسهم "تسلا" و"أبل" و"مايكروسوفت" و"نفيديا". في الوقت الذي انخفضت فيه عوائد سندات الخزانة وظل منحنى السندات معكوساً بشدة، مما يشير إلى المخاطر المحتملة للركود الأميركي مع تشديد الاحتياطي الفيدرالي للسياسة النقدية.
تنطلق تداولات الأسهم الأميركية في بداية الأسبوع عقب مكاسبها الأسبوعية الرابعة على التوالي، وهي أطول فترة مكاسب هذا العام، في ظل تعافي المعنويات بدعم من علامات تباطؤ ضغوط الأسعار التي أثارت الآمال في تحول بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى زيادات أقل عدوانية في أسعار الفائدة، وتباطؤ تدريجي في الاقتصاد. ومع ذلك، فقد وسَّعت الارتفاعات الممتدة من احتمالية تعرض الأسهم لعمليات جني الأرباح.
كتب الاستراتيجيون في مورغان ستانلي، ومنهم مايكل ويلسون في مذكرة: "لقد فاجأ حجم هذا الارتفاع في السوق الهابطة الكثيرين، بمن فيهم نحن". وأضاف، "من وجهة نظرنا، كان الارتفاع مدفوعاً بمجموعة أسباب على رأسها أرباح الربع الثاني التي جاءت أفضل مما كان يخشى (على الرغم من انخفاض المراجعات إلى أسعار الأسهم خلال الربع)، وكذلك المراكز الخفيفة للمتداولين والأمل المستمر في مسار أقل تشدداً من جانب بنك الاحتياطي الفيدرالي". السير عكس الاتجاه
وعلى صعيد أخبار الشركات، قال المستثمر الناشط دان لوب إنه استحوذ على حصة في شركة والت ديزني ودعا إلى تغييرات جذرية. وهو ما دفع أسهم الشركة للارتفاع لليوم الرابع لتصل إلى أعلى مستوى منذ أبريل.
قال كريس لاركين، العضو المنتدب للتداول الإلكتروني في مورغان ستانلي في مذكرة: "يبدو أن المتداولين تبنوا انخفاض التضخم الأسبوع الماضي ودفعوا الأسهم إلى أعلى مستوياتها منذ أوائل مايو". وأضاف "على الرغم من أن التضخم لا يزال مرتفعاً بشكل غير مستدام، واحتياج بنك الاحتياطي الفيدرالي لمواصلة رفع أسعار الفائدة، فإن احتمال أن يمد التضخم برأسه مجدداً بعد بيانات الأسبوع الماضي لا يزال قائماً".
أظهر تقرير يوم الاثنين أن مؤشر نشاط التصنيع في ولاية نيويورك انخفض بثاني أكبر وتيرة منذ عام 2001، مع انخفاض حاد في الطلبات والشحنات مما يشير إلى تراجع مفاجئ في الطلب.
في غضون ذلك، أظهرت البيانات أن مبيعات التجزئة الصينية في يوليو، والاستثمار، والناتج الصناعي خالفت تقديرات الاقتصاديين بصورة سلبية، وفي منطقة اليورو، وصل خطر الركود إلى أعلى مستوى منذ نوفمبر 2020، وفقًا لخبراء اقتصاديين استطلعت بلومبرغ آراءهم.
انخفض النفط بأكثر من 3%، بينما انخفض خام الحديد والنحاس والمعادن الأخرى وسط مخاوف متزايدة من أن الانتعاش البطيء في الصين سيحد من الطلب على المواد الخام. وتراجع الذهب إلى ما دون 1800 دولار للأوقية واستقرت عملة بتكوين فوق 24،000 دولار.
قالت سوليتا مارسيلي، كبيرة مسؤولي الاستثمار في الأميركتين في "يو بي إس غلوبال ويلث مانجمنت": "سنحذر المستثمرين من التعرض لهذا الارتفاع أو ملاحقته". وأضافت "هناك مخاطرة جيدة تتمثل في أن يقوم بنك الاحتياطي الفيدرالي برفع أسعار الفائدة أكثر مما نتوقعه نحن والسوق حالياً، وهو احتمال من شأنه أن يهدئ معنويات التعافي بسرعة. ومن شأن ذلك أن يزيد أيضاً من مخاطر التراجع التي تهدد النمو المنتشرة بالفعل ".