استثمر الملياردير السعودي الأمير الوليد بن طلال أكثر من 500 مليون دولار في شركاتٍ روسية خلال الأيام القريبة من تاريخ غزو موسكو لأوكرانيا.
حازت "المملكة القابضة"، شركة الاستثمار التابعة للأمير الوليد، على إيصالات إيداع صادرة عن شركات غازبروم (Gazprom) و"لوك أويل" (Lukoil) و"روسنفت" (Rosneft) في فبراير، وفقاً لإيداعٍ في البورصة. علماً أن روسيا غزت أوكرانيا في 24 فبراير.
لم يتم الإفصاح عن تواريخ محددة للاستثمارات، ولم ترد الشركة السعودية على أسئلة عمّا إذا كانت هذه الحيازات ما زالت في عهدتها. وانخفضت قيمة كافة إيصالات الإيداع التابعة لهذه الشركات بسرعة بعد بدء الحرب، مع فرض عقوبات غربية على روسيا وتعثّر نشاطها التجاري.
الوليد بن طلال، حفيد مؤسس المملكة العربية السعودية، هو أحد غنى الرجال في البلاد ومن أكثر المستثمرين الدوليين شهرةً. وفي مايو، استحوذ صندوق الاستثمارات العامة السعودي، برئاسة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، ابن عم الأمير الوليد بن طلال، على حصة 16.9% من شركة المملكة القابضة.
احتُجز الأمير الوليد في فندق "ريتز كارلتون" بالعاصمة الرياض عام 2017، مع أمراء آخرين ومسؤولين حكوميين، في إطار ما أسمتها الحكومة بحملة مكافحة الفساد. لم يتم اتهام الوليد رسمياً، وأُطلق سراحه بعد 83 يوماً، بعد التوصل إلى "تفاهم مؤكد" لم يُكشف عنه مع الحكومة.
استثمرت "المملكة القابضة" 1.37 مليار ريال (365 مليون دولار) في إيصالات الإيداع الأميركية لشركة "غازبروم" في فبراير، وهي أكبر حصة ضمن الاستثمارات بالشركات الروسية هذا العام التي تمّ الإفصاح عنها حتى الآن. كما استثمرت 196 مليون ريال في إيصالات الإيداع العالمية لشركة "روسنفت"، و410 ملايين ريال في إيصالات الإيداع الأميركية لشركة "لوك أويل" خلال شهري فبراير ومارس.
بناءً على الإيداع المقدّم للبورصة السعوية، استثمرت "المملكة القابضة" 3.4 مليار دولار في الأسهم العالمية وإيصالات الإيداع منذ عام 2020، بما يُمثّل إفصاحاً نادراً إلى حدٍّ ما. وكانت الحصة الأكبر لاستثمار بقيمة 2.5 مليار ريال في شركة تليفونيكا" (Telefonica) الإسبانية في الفترة من أبريل إلى أغسطس 2020.
كما كشف الإفصاح عن حصص في شركات "أوبر"، و"توتال"، ومجموعة "علي بابا"، وبي إتش بي" (BHD)، والتي تمّ الاستحواذ على معظمها عامي 2020 و2021. أمّا أحدث الصفقات، فتمثّلت بشراء حصة في يونيو بـ"هيركليس كابيتال" (Hercules Capital) مقابل 178 مليون ريال. وارتفعت أسهم شركة رأس المال الجريء 17% منذ مطلع يوليو.
أصبح الأمير الوليد (67 عاماً) أحد أبرز المستثمرين السعوديين بعد تملّكه لحصص في شركات مثل "سيتي غروب" و"أبل". وهو داعم لجهود الأمير محمد بن سلمان للتحديث، ومن ضمنها منح المرأة حق قيادة السيارات.
في الآونة الأخيرة، أعلن الوليد بن طلال عن بيع حصة في علامته التجارية "روتانا ميوزيك" إلى مجموعة "وارنر ميوزيك". كما جمع 2.2 مليار دولار عبر بيع جزء من حصته في سلسلة فنادق "فورسيزونز" إلى شركة "كاسكايد إنفستمنت" (Cascade Investment) التابعة للملياردير بيل غايتس.
يشتهر الأمير الوليد بالاستثمارات طويلة الأجل، وهو معجب بالمستثمر الشهير وارن بافيت، حتى تمّ وصفه بحكيم أوماها العربي.