أعلن رئيس مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ COP28، سلطان الجابر، عن مبادرة تمويل إماراتية بقيمة 4.5 مليار دولار لتحفيز قدرات إفريقيا في مجال الطاقة النظيفة.
أكد الجابر، على هامش كلمته أمام قمة المناخ الإفريقية المقامة في نيروبي، ضرورة تمكين الدول الإفريقية من تعزيز قدراتها في مجال الطاقة النظيفة، من خلال تقديم التمويل المناخي الكافي.
تزامن ذلك مع إعلان مسؤول المناخ الإماراتي، حسن غزالي، أمس على هامش القمة ذاتها، تعهد الإمارات بتقديم مبلغ 450 مليون دولار لمبادرة أسواق الكربون الإفريقية.
مبادرة تمويل إماراتية تحظى مبادرة التمويل هذه بدعم من رؤوس أموال حكومية وخاصة وتنموية من مؤسسات إماراتية، بما فيها صندوق أبوظبي للتنمية، وشركة الاتحاد لائتمان الصادرات، وشركة أبوظبي لطاقة المستقبل (مصدر)، وشركة أيميا باور.
تبدأ المبادرة بقيام صندوق أبوظبي للتنمية والاتحاد لائتمان الصادرات بتمويل الاستثمار الأولي، الذي يهدف إلى تحفيز عمل القطاع الخاص، ويقدم صندوق أبوظبي للتنمية مساعدات مالية بقيمة مليار دولار لتلبية احتياجات البنية التحتية الأساسية، وتقديم حلول تمويل مبتكرة، وحشد وتحفيز الاستثمارات الخاصة.
كما توفر شركة الاتحاد لائتمان الصادرات تأمينًا ائتمانيًا بقيمة 500 مليون دولار للحد من المخاطر وجذب رأس المال الخاص.
وتلتزم شركة أبوظبي لطاقة المستقبل (مصدر)، المتخصصة في مجال الطاقة النظيفة، بتخصيص رأسمال استثماري إضافي بقيمة ملياري دولار ضمن المبادرة الجديدة، كما ستسعى إلى جمع وتحفيز مبلغ إضافي قدره 8 مليارات دولار لتمويل المشروعات.
ومن خلال منصتها إنفينيتي باور، تهدف مصدر إلى توفير 10 غيغاواط من الطاقة النظيفة في إفريقيا بحلول عام 2030.
في حين تستهدف شركة «أيميا باور» توليد 5 غيغاواط من الطاقة المتجددة في القارة بحلول عام 2030، وجمع وتحفيز 5 مليارات دولار، منها مليار دولار رأسمال استثماري مساهم، و4 مليارات دولار لتمويل المشروعات.
من جانبها، ستقوم مجموعة "إفريقيا50" التي تمثل منصة استثمارية أنشأتها الحكومات الإفريقية، بدور الشريك الاستراتيجي للمبادرة، من خلال المساعدة على تحديد المشروعات الأولية وربط المبادرة بالشركاء المنفذين المحليين.
تندرج هذه المبادرة تحت مظلة "اتحاد 7"، وهي برنامج تطوير أطلقته دولة الإمارات خلال أسبوع أبوظبي للاستدامة في عام 2022 بدعم من وزارة الخارجية، ويهدف إلى تزويد 100 مليون فرد في جميع أنحاء القارة الإفريقية بالكهرباء النظيفة بحلول عام 2035.
لفت الجابر إلى أن المبادرة الإماراتية ستعطي الأولوية للاستثمارات في مختلف دول إفريقيا، مع استراتيجيات واضحة لتحقيق انتقال منظم ومسؤول وعادل في قطاع الطاقة.
فمثلًا في الدول الإفريقية جنوب الصحراء وحدها، يعيش 600 مليون شخص من دون مصدر للكهرباء، ومن شأن توفير فرص أكبر للحصول على الطاقة النظيفة أن يدفع عجلة التنمية الاجتماعية والاقتصادية في قارة إفريقيا، التي لا تحصل إلا على نحو 2% فقط من الاستثمارات العالمية في الطاقة المتجددة، وأقل من ربع المبلغ الذي تحتاج إليه القارة سنويًا، الذي يبلغ 60 مليار دولار بحلول عام 2030.
افتتحت أمس الاثنين في العاصمة الكينية نيروبي أول قمة للمناخ في إفريقيا التي تستهدف بحث مواجهة آثار التغير المناخي في القارة وتمويل خطط دولها في التحول نحو اقتصاد أقل تلويثًا للبيئة.
ويتوقع منظمو القمة التي يشارك فيها 20 من قادة الدول والرؤساء، أن تشهد اتفاقات بتمويلات تصل إلى مئات الملايين من الدولارات لدعم تحول الدول والشركات الإفريقية إلى انبعاثات أقل ضررًا بالمناخ.