حكومة أول مايو!

السنوات الطويلة التى عاشها الدكتور عصام عبدالصمد، فى بريطانيا، رئيساً لاتحاد المصريين فى أوروبا، علمته الكثير، ومن بين ما علمته أن يتعامل مع الواقع بشكل مباشر، وأن يتجاوز ما هو محسوم بطبيعته، إلى أشياء أخرى سواه!

وفى رسالة منه، يرى أن فوز الرئيس فى انتخابات الرئاسة مسألة منتهية، لا لشىء إلا لأن هذا هو الواقع، ولذلك فالأجدى الآن أن تنشغل الدولة فى مستوياتها المسؤولة بما يجب أن يكون بعد الانتخابات، عندما يجرى الإعلان عن نتيجتها فى الأول من مايو!

وقبل أن يتسرع أحد، فيسىء فهم ما يريد الرجل أن يقوله، أو يفسره على غير وجهه الصحيح، أسارع فأقول إنه كان مسؤولاً عن حملة الرئيس الانتخابية فى ٢٠١٤، فى بريطانيا، ولايزال يؤيده، وبالتالى فلا مجال لسوء فهم، ولا لسوء قصد!

والشىء الأهم فيما بعد الانتخابات، فى تقديره، هو الحكومة التى سيكون عليها أن تتشكل فور إعلان النتيجة.. فعندها سوف يكون المصريون على موعد مع حكومة جديدة، ولابد أنهم يترقبونها، ويريدونها، منذ الآن، جديدة بالمعنى الحقيقى للكلمة.

وهى لن تكون كذلك إلا إذا كانت جديدة فى مضمونها، وفى أدائها، وفى سياساتها التى ستطبقها، وفى روحها، وليس فى مجرد شكلها، ولا فى مجرد اختلاف أغلب الوجوه فيها عن الوجوه الحالية!

وليس من الممكن أن نحصل على حكومة بهذه المواصفات لمجرد أننا نريدها على هذه الصورة، كما أن السماء لن تُمطر علينا الحكومة التى نحبها، ولكن الدولة بأجهزتها المعنية مدعوة من هذه اللحظة، إلى الانشغال الجاد بأمر حكومة مُقبلة، من الضرورى أن تمنح الناس الكثير من الأمل، ومعه الكثير من العمل، عندما تتشكل، ثم عندما تبدأ المهمة الثقيلة التى ستكون فى انتظارها!

فلا يليق بنا، وقت تشكيلها، أن يشعر المواطن المتابع لأخبارها بأن الدولة تجد صعوبة فى العثور على أسماء صالحة للموقع الوزارى، أو أن الدولة جاءت فى اللحظة الأخيرة للتشكيل، وتحت ضغط الوقت، بأسماء دون المستوى، ودون القدرة على تحقيق طموح المواطنين!

والتفاؤل بما هو قادم يجعلنا نتصور أن الدولة بأجهزتها المختصة، وبمستشاريها الذين لا نعرفهم، قد بدأت بالفعل فى تشكيل مثل هذه الحكومة، ولم تنتظر إلى يوم إعلان نتيجة الانتخابات، وربما إلى ما بعد يوم إعلان نتيجة الانتخابات!

لا يجوز.. مثلاً.. أن يبقى كرسى محافظ القاهرة شاغراً لعدة أشهر، لأن الدولة لا تجد محافظاً لعاصمتها!!.. لقد حدث هذا فعلاً، وكان مجالاً للتندر والسخرية، قبل مجىء المحافظ الحالى!

الرئيس لا يمكن أن ينجح وحده، مهما كانت إمكاناته، ومهما كانت قدراته، ولابد من فريق حكومى معه يسعفه، فيشعر كل مواطن بأن الفترة الرئاسية الثانية تعطيه ما عاش ينتظره طوال الأولى!.

مواضيع مرتبطة
التعليقات
or

For faster login or register use your social account.

Connect with Facebook