يعتبر يوم الخميس الأخير من شهر يوليو بالنسبة للمحللين أحد أكثر الأيام ازدحاماً، لكنه العام الجاري سيكون مختلفاً.
تُعلن اليوم شركات في الولايات المتحدة وأوروبا، تزيد قيمتها عن 9.4 تريليون دولار عن أحدث نتائجها المالية، بالتزامن مع تصاعد القلق بشأن تأثير التضخم على ربحية الشركات، وعقب الاجتماع الحاسم لـ"الاحتياطي الفيدرالي الأميركي". وفي نفس اليوم، سيتم الإعلان عن مجموعة كبيرة من بيانات الاقتصاد الكلي الرئيسية، ما يجعل هناك قدراً هائلاً من البيانات، يحتاج مراقبو السوق وقتاً لاستيعابها.
قالت فيكتوريا سكولار، رئيسة منصة الاستثمار والتداول "انترأكتيف انفستور" (Interactive Investor) في لندن: "لا شك سيكون مزدحماً للغاية، لكننا نفضل الأسبوع المزدحم للأسواق". عادة ما تكتب "سكولار" بنفسها رسالة البريد الإلكتروني للشركة حول التعاملات الصباحية للأسواق، لكنها ستجمع فريق المحللين اليوم للمساعدة في الاستجابة لذلك التدفق. مُخاطرة كبيرة
يترقب العديد ذلك اليوم، الذي يأتي في عام انخفض فيه مؤشر "ستاندرد آند بورز 500"، وغيره من المؤشرات الرئيسية لمنطقة السوق الهابطة، خاصة عقب الارتفاع الأخير في أسعار الأسهم، الذي دفع مؤشر "ستوكس 600" إلى الصعود 4.7% في يوليو، وسط موسم أرباح مخيب للآمال حتى الآن.
قال جيمس آثي، مدير الاستثمار في "أبردن بي إل سي": "أرباح يوم الخميس تحمل مخاطر كبيرة بالنسبة للأسهم، فارتفاعات الأسبوع الماضي تعني أن التقييمات أعلى في الوقت الحالي، ما يؤدي إلى انخفاض طفيف في مستوى التشاؤم".
اقرأ أيضاً: الأسهم الأميركية تنهي الأسبوع على ارتفاع مع تراجع احتمالات رفع الفائدة بشكل كبير
تعد أهمية اليوم كبيرة، وتمتد على جانبي المحيط الأطلسي، ففي الولايات المتحدة، ستعلن شركات مدرجة في مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" بقيمة سوقية مجمعة تبلغ 6.8 تريليون دولار أرباحها، ويزداد عدد الشركات إلى 55 شركة إذا تم ضم الشركات المدرجة في مؤشر "ناسداك 100" أيضاً، إذ سيتم التركيز على نتائج كبرى شركات التكنولوجيا الرائدة مثل: "أمازون"، "أبل"، و"إنتل".
على الجانب الأوروبي، فإن العدد أكبر من ذلك، إذ من المتوقع إعلان أكثر من 80 شركة مدرجة عن "ستوكس600" نتائجها المالية، بقيمة سوقية مجمعة تبلغ 2.6 تريليون دولار من بينها: "نستله"، "أنهاوذر- بوش إنبيف"، "شل"، و"بنكو سانتاندير"، ليصبح اليوم أحد أكثر أيام الإعلان عن الأرباح ازدحاماً على مدار عقد على الأقل. صندوق شاي كبير
تراجع سهم شركة "أديداس" يوم الأربعاء عقب إعلان تحذيري بشأن تقديرات الأرباح نتيجة تضرر مبيعاتها بسبب عمليات الإغلاق ومقاطعة المستهلكين في الصين. فيما قفز سهم مجموعة "ريكيت بنكيزر" بعد تسجيل عائدات قوية بالنصف الأول، حيث نجت من ارتفاع التضخم واستفادت من نقص حليب الأطفال في الولايات المتحدة، فيما حققت العقود الآجلة لمؤشر "ناسداك 100" مكاسب عقب توقعات متفائلة من شركة "مايكروسوفت" بشأن المبيعات.
وكالعادة، يخطط المتداولون والمستثمرون والوسطاء للتأكد من قدرتهم على استمرار الإلمام بكافة الأمور. وقال داني هيوسون، المحلل المالي في "إيه جيه بيل": "لقد اشتريت صندوقاً كبيراً من شاي يوركشاير لإبقاء الدماغ مليئاً بالكافيين، وقمت بتخزين علبة كيك مع الحلويات المليئة بالسكر".
اقرأ أيضاً: الأسواق تستوعب بيانات التضخم الأميركي
يرى غورغوس إيرودياكونو، الذي يغطي قطاع الاتصالات السلكية واللاسلكية في "سيتي غروب" أن أهم شيء بالنسبة لمحللي الأسهم هو توفير استجابة سريعة للمستثمرين، إذ تضم قائمة المتابعة لدى "إيرودياكونو" اليوم شركات تبلغ قيمتها السوقية الإجمالية 109 مليارات دولار مثل: "تيليفونيكا"، و"إنويت إس بي إيه" (Inwit SpA)، و"سيلنيكس تيليكوم" (Cellnex Telecom SA)، و"أورنج"، و"بي تي غروب بي ال سي".
قال "إيرودياكونو" عبر الهاتف: "لا يوجد الكثير من الوقت للخوض في التفاصيل كما تفعل في الأيام العادية، أو لإجراء مناقشات مستمرة مع الأشخاص حول نتائج محددة، ستعمل فقط مثل الروبوت وتواصل القيام بذلك". الكثير من التقلبات
بالنظر إلى الكم الكبير من تدفق الأخبار، قد يكون هناك الكثير من التقلبات خلال اليوم، حيث تشير أسواق الخيارات إلى تحركات بأكثر من 5% لأسهم من بينها "ارسيلور ميتال اس ايه"، و"إيه بي إينبيف (AB InBev)، ومجموعة "وير غروب بي ال سي"، و"فيريساين انك"، و"في إيف كورب"، و"أمازون"، و"إنتل"، و"رويال كاريبيان كروزس"، وفقاً لمكتب التداولات في "كوين" بلندن.
قال كارل دولي، رئيس التداولات لمنطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا في "كوين": "مع إعلان نحو 15% من الشركات المدرجة في الأسواق الأوروبية في ذلك الصباح، سوف يصبح نظرياً اليوم الأكثر أهمية في الموسم". "كرات متطايرة"
سيكون لدى المشاركين في السوق الكثير للقيام به حتى قبل أول إعلان للأرباح، مع رفع "الاحتياطي الفيدرالي الأميركي" سعر الفائدة 75 نقطة أساس يوم الأربعاء، ومع بدء توقع الأسواق المالية ذروة تشدد البنك المركزي، سيتم التدقيق بشكل كبير في التعليقات.
كأن ما سبق ليس كافياً، ستضاف بيانات الناتج المحلي الإجمالي الأميركي للربع الثاني وبيانات الوظائف الأسبوعية، بالإضافة إلى بيانات التضخم الألمانية إلى أعباء المحللين.
اقرأ أيضاً: رهانات "الاحتياطي الفيدرالي" تسيطر على الأسواق
ترى لورا كوبر، كبيرة محللي الاستثمار لصناديق المؤشرات المتداولة في البورصة لمنطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا في "بلاك روك إنترناشيونال" أن موسم الأرباح هذا يتطلب مزيداً من الحذر أكثر مما كان عليه في الماضي نظراً لاضطراب تحديات الاقتصاد الكلي، وقالت: "نحن في بيئة اقتصاد كلي من عدم اليقين، وبدأنا نرى ضغوط الطلب تتسرب إلى الأرباح وقد يتصاعد ذلك خلال النصف الثاني من العام".
تقضي "هيوسون" من "إيه جيه بيل" يوم الخميس في العمل من على طاولة مطبخها، ما يعني تقسيم وقتها كأنه "التقاط كرات متطايرة" فيما بين طلبات وسائل الإعلام، ومتطلبات اثنين من المراهقين، إذ قالت وسط إمداداتها من الشاي والكعك: "لا يمكنني ضمان ما قد يتبقى من وقت حين تعلن أبل وأمازون عن نتائجهما".