انخفضت أسعار الغاز الطبيعي في أوروبا، وسط مؤشرات على أن دول القارة ستكون قادرة على قضاء هذا الشتاء بمخزونات وتدفقات كافية من الغاز الطبيعي المسال، في ظل الإجراءات التي يخطط لها الاتحاد الأوروبي لتخفيف الأزمة.
انخفضت العقود الآجلة للغاز بنسبة 7%، في ظل توقعات ترجح تراجع الطلب الأوروبي بنسبة قياسية تبلغ 10% خلال العام الحالي، و 4% أخرى العام المقبل بسبب ارتفاع الأسعار، وفقًا لوكالة الطاقة الدولية.
قالت الوكالة إن الإجراءات التي تقوم بها الدول لتوفير الغاز ستكون حاسمة للمساعدة في زيادة المخزونات لنهاية الشتاء المقبل حتى مع تراجع الإمدادات الروسية.
انخفض الغاز الهولندي تسليم شهر نوفمبر، بنسبة 5.2% إلى 179 يورو للميغاواط/ساعة بحلول الساعة 10:40 صباحًا في أمستردام.
انخفاض استهلاك الغاز من شأنه أن يمنح الاتحاد الأوروبي فرصة لالتقاط الأنفاس في الوقت الذي يحاول فيه معالجة الأزمة، حيث اتفق وزراء الطاقة في الاتحاد على حزمة أولية من الإجراءات لتهدئة أزمة الغاز، وتعهد التكتل بتقديم المزيد الأسبوع المقبل حال تفاقم الوضع.
وقّع الوزراء على اتفاق للحد من الطلب على الكهرباء وجلب أرباح من شركات الطاقة لإعادة توزيعها على المستهلكين الذين يعانون. لكن وسط المطالبة بمزيد من الإجراءات والانتقادات بأن اللجنة كانت بطيئة للغاية في التحرك، وعد مفوض الطاقة كادري سيمسون بتقديم المزيد.
تخفيضات إمدادات الغاز الروسي المحتملة تلقي بظلالها على الاقتصاد في أوروبا، خاصة بعد تصاعدت التوترات مؤخرًا بسبب الانفجارات التي تتعرض لها خطوط أنابيب نورد ستريم التي يصفها السياسيون الأوروبيون بأنها تخريبية.
قال باتريسيو ألفاريز ، المحلل في "بلومبرغ إنتليجنس"، إن الحوادث التي يتعرض لها "نورد ستريم" تنهي الآمال في انتعاش التدفقات الروسية على المدى القريب، لكن التدفق القياسي للغاز الطبيعي المسال والواردات النرويجية المرتفعة يساعدان في استبدال الإمدادات الروسية، رغم ذلك لا يزال هناك خطر حدوث نقص خلال فصل الشتاء".
لا يزال الغاز الروسي يتدفق إلى أوروبا عبر أوكرانيا، لكن المخاوف بشأن توقف الإمدادات ستظل قائمة طالما استمرت الحرب، وهناك أيضاً إمدادات تأتي عبر خط أنابيب "ترك ستريم" إلى بعض الدول المستهلكة الأصغر وتركيا.
خلال عطلة نهاية الأسبوع ، علقت شركة غازبروم الروسية تسليم الغاز الطبيعي إلى إيطاليا، وقالت إنها غير قادرة على تأكيد أحجام الغاز المطلوبة، حيث لا يمكن توريد الغاز عبر النمسا.