اتضح أن أكبر شركتين في العالم ليستا بمنأى عن صدمات الرسوم الجمركية كما هو الحال مع بقية الشركات، وظهر ذلك جليًا يوم الاثنين، عندما أثارت الرسوم الجمركية التي يخطط لها الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، مخاوف الأسواق، مما أدى إلى تكبد أسهم شركتي "أبل" و"تسلا" خسائر أكبر مقارنة بنظرائهما من عمالقة التكنولوجيا الأميركيين.
ورغم أن الأسواق تنفست الصعداء بعد أن وافق ترامب على تعليق الرسوم الجمركية على حلفاء الولايات المتحدة في أميركا الشمالية، ظل سهم "تسلا" مستقرًا حتى مع تعافي أسهم شركات السيارات الأخرى بقوة، بحسب ما نقله موقع "Fortune" واطلعت عليه "العربية Business".
وبينما ردت الصين على الولايات المتحدة بفرض رسوم جمركية مضادة صباح الثلاثاء الماضي، ارتفعت أسهم "أبل" بنسبة 2% بحلول منتصف اليوم، مع تفكير المستثمرين في كيفية تكيّف صانعة هواتف "آيفون" مع استمرار التوترات التجارية.
وشهد سهم "تسلا" تراجعًا بنسبة 5% يوم الاثنين، وهو أكبر انخفاض بين أسهم "السبعة الكبار" – أكبر الشركات الأميركية من حيث القيمة السوقية، وكغيرها من شركات صناعة السيارات، ستتضرر "تسلا" بشدة من الرسوم الجمركية المقترحة بنسبة 25% على كندا والمكسيك، نظرًا لاعتماد الصناعة على سلاسل توريد مترابطة بشكل كبير.
وتراجع، أيضاً، سهم "أبل" بنسبة 3% يوم الاثنين الماضي، لكن محللي "بنك أوف أميركا"، قالوا إن الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب بنسبة 10% على جميع السلع الصينية لن تؤثر بشكل كبير على أرباح الشركة، ويظل هذا السيناريو قائمًا حتى في حال عدم حصول "أبل" على الإعفاء الذي حصلت عليه من قبل لهواتف "آيفون" عندما شن ترامب حروبه التجارية على الصين خلال ولايته الأولى.
وقال فريق بقيادة المحلل وامسي موهان في مذكرة يوم الاثنين: "في سيناريو لا ترفع فيه أبل الأسعار في الولايات المتحدة، نرى تأثيرًا سلبيًا طفيفًا على الأرباح لا يتجاوز 0.05 دولار للسهم الواحد".
ويُقدّر "بنك أوف أميركا" أن 80% من منتجات "أبل" المباعة في الولايات المتحدة يمكن تصنيعها خارج الصين.
وأشار المحللون إلى أن معظم طرازات "آيفون" يمكن إنتاجها الآن في الهند، كما أن شركاء التصنيع يمكنهم زيادة الإنتاج في جنوب آسيا وشحن الأجهزة إلى الولايات المتحدة إذا استمر ترامب في فرض الرسوم الجمركية على الصين أو صعّدها.